أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتطرف-















المزيد.....

دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتطرف-


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 23:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين هو تأوهات المخلوق المظطهد وسعادته المتخيلة، ونقد الدين هو نقد الوادي من الدموع المليء بالزهور الخيالية، والذي يمثل الدين الهالة الضوئية التي تحيط به. ان نقد الدين يقتطف هذه الورود الخيالية التي يراها المظطهد في الاغلال او السلاسل التي تكبله. ولكن لا يفعل النقد ذلك ليحرم الانسان من سعادته برؤيته الزهور الخيالية، وانما يفعل ذلك ليٌمَكَنْ الانسان من التخلص من الاغلال التي تكبله حتى يستطيع الحركة بحرية ليقتطف الزهور الحقيقية. كارل ماركس " مساهمة في نقد فلسفة الحق لهيغل"
ان سبي النساء الايزيديات منسجما تماما مع دولة الخلافة الاسلامية. وان ما يقال بأن الاسلام براء من اعمال داعش، ففي الحقيقة ان الاسلام براء من مثل هذه الاقوال وهذا الهراء. فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة لماذا لم تسبى النساء المسيحيات من قبل دولة الخلافة الاسلامية التي اعلنها داعش في حين تحولت المئات من النساء الايزيدات الى سبايا بين ليلة وضحاها؟
والجواب لا يحتاج الى الكثير من العناء ولا يحتاج الى هرطقات شيوخ الاسلام في السعودية وجامع الازهر وغيرهم الذين يعتبرون انفسهم من الاسلام "المعتدل". ان الجواب على السؤال المطروح هو ان المسيحيين لديهم كتاب مقدس اسمه الانجيل ومذكور في القرأن الذي ترفعه داعش كراية سياسية وايديولوجية ودعائية. اي ان المسيحيين من اصحاب الكتاب وعيسى النبي معترف به في الاسلام وجاء ذكره كما معروف في القرآن. وقد اكتفت داعش على غرار ما كان يجري في زمن ما سمي با"الفتوحات الاسلامية" اتجاه المسيحيين، فأما دفع الجزية او الدخول في الاسلام والا القتل و مصادرة ممتلكاته وسبي نسائهم وبناتهم. وهذا ما فعلتها عندما سقطت مدينة الموصل بيدها حيث سارت على خطى السلف بكل امانة.
ولكن الايزيدون ليس لهم ذكر في القرآن ولا لهم ذكر في اي من كتب البخاري والطبري والطوسي وبن الكثير..الخ، و ليس لديهم نبي ولا رسول يتوسط بينهم وبين الله والادهى من ذلك يعتبرون ابليس من الملائكة ويسمونه بأسمه الحقيقي ملك طاووس الذي جاء ذكره في القرآن باسمه الحركي "الشيطان" ويلعنه الله بين اية واخرى، في حين لو كان لديهم نبي لكانت مصيبتهم اهون عند داعش اذا كان يشير اليه القرآن الذي يعترف بسلسلة من الانبياء وجاء ذكر العديد منهم فيه. بمعنى اخر ان الايزديين جماعة "كافرة" لا تختلف عن عبدة الاوثان ويحل قتل رجالهم وسبي بناتهم ونسائهم ومصادرة اموالهم كما هو مدون في المنظومة الفكرية للاسلام الذي يتبناه حسب السلف كما يقول فطاحل داعش. وبرأي هذا هو احد الاسباب الرئيسية التي استمات الداعشيون بحصار جبل سنجار الذي هرب اليه الاف من الايزيديين للحصول على السبايا والعبيد. وكان هذا ايضا عامل الاغتناء في غزاوت "الفتوحات الاسلامية" والحصول على الجواري والعبيد التي وراء التطوع وتشكيل الجيوش الاسلامية وتأسيس لبنات دولة الخلافة الاسلامية.
*****
الا ان هذا كله، وبالرغم اننا نعيش في عصر لا يمكن مقارنته بعصر الغزوات الاسلامية ليس هو المشكلة بل المشكلة هي في تزوير التاريخ او محاولة لطمسه للحفاظ على المصالح المادية التي وراء ابقاء الفكر الاسلامي وقوانينه الاجتماعية ومنظومته الفلسفية برمتها بعيدة عن النقد الجذري. فمثلا يتحدث بعض الكتاب "النخبة" وخاصة الخليجيين منهم في الصحف العربية ووسائل الاعلام، على ان الاسلام بريء من كل اعمال داعش ويسوقون العديد من القصص لدعم فكرة الاسلام المتسامح فعلى سبيل المثال يسوقون واحدة منها، بأن محمد النبي عفى عن اليهود وكان يصاحبهم..الخ. لكن الحقيقة التاريخية تقول غير ذلك، فأن المهاجرين والانصار معا واثناء معركتهم مع بنو قريضة احدى الجماعات اليهودية التي كانت تعيش في تلك الفترة قد امر محمد بقتل جميع الاسرى الذي وصل عددهم بين 600-900 حسب الروايات التاريخية التي ذكرها العديد من المؤرخين مثل الطبري والطوسي والبخاري وبن الكثير. كما ان قتل الاسرى جاء حسب القرآن الذي نص في سورة محمد والاية رقم 3 وهي مدنية ونزلت بعد معركة بدر " فأذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب وشدوا الوثاق حتى اذا اثخنتموهم فامأ مناً بعد واما فداء". وقد هاجم محمد جماعات اخرى من اليهود قبل بنو قريضة وهم بن القنيقاع لكن اكتفى بأخذ الفدية منهم وطردهم من ديارهم وبعد بني القريضة حاصر ديار بني نظير وتركهم ايضا مقابل فدية ومغادرة ديارهم ليختتم بعد ذلك الاجهاز عليهم في غزوة خيبر الذي تجمع فيه من بقى من بني قنيقاع ونظير، وتم ذلك بالرغم كان هناك وثيقة سلام بين جماعة محمد وبين الجماعات اليهودية انذاك.
واذا عدنا لموضوعة قتل الاسرى فكما اشرنا فأنه حكم شرعي في الاسلام ومنصوص عليه في القرآن. وعليه ما حدث في قتل ما يقارب 1500 طالب من القوة الجوية في قاعدة سبايكر على يد داعش اثناء اجتياحهم لمدينة صلاح الدين بعد سقوط الموصل في 10 حزيران هو جزء من تطبيق شرع الاسلام وقانون القرآن. وتذهب بنا حادثة قتل الاسرى ايضا بعيدا الى الحرب العراقية -الايرانية حيث قتل 1500 جندي عراقي اسير في منطقة الخفاجية وبأوامر مباشرة من الخميني وهو زعيم الاسلام المتطرف كما وصفه الغرب. وبعد قتل اسرى سبايكر تلاه الايزيديون الذين لم يقتل رجالهم فحسب بل سبيت نسائهم مثلما حدث لبنو قريضة على سبيل المثال لا الحصر والتي تؤكدها اي قتل الاسرى وسبي النساء عشرات الحوادث التاريخية الاخرى.
*****
قد يقبل العقل تبرير تلك الاعمال اذا وضعت في سياقه التاريخي، فالبشرية في تلك الفترة وقبلها بمئات السنين عرفت بالكثير من الاعمال غير الانسانية ومنذ فجر الحضارة، الفراعنة والبابليين والاشوريين والاغريق والرومان، لقد شيدت الاهرامات والجنائن المعلقة وقصور كسرى والقلاع الرومانية على الاف المؤلفة من جماجم العبيد. ولكن ان تعمل على تزوير ذلك التاريخ وطمسه كي تنقذ التأريخ الاسلامي واعمال قادته بسبب ما تقوم بها داعش والقاعدة فأن العقل يرفضه جملة وتفصيلا. وصدق فواز الفرحان احد شيوخ الاسلام البارزين في السعودية بأن سبي النساء الايزيديات حلال في الاسلام وكل من يقول عكس هذا فأنه جاهل في الاسلام.
لكن تداعيات اعمال داعش لم تقف عند حدود تزوير النخبة المثقفة للتاريخ الاسلامي بل تعدى ذلك الى مفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، حيث اصدر بيان في هذه الايام حول القاعدة وداعش قال فيه ان "هذه الجماعات الخارجية، لا تحسب على الإسلام ولا على أهله المتمسكين بهديه، بل هي امتداد للخوارج الذين هم أول فرقة مرقت من الدين بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب، فاستحلت دماءهم وأموالهم". واعتبر اعمالهم اي القاعدة وداعش اجرامية.
وجاءت فتوى المفتي بعد انتقاد ملك السعودية قبل ايام لشيوخ الاسلام وائمة الجوامع في السعودية واتهمهم بالتكاسل لعدم شن هجوم لاذع على القاعدة وداعش التي بدأت اعمالهم تميط اللثام عن ما يخبئه الملك وحاشيته من اسرار حماية الفكر الاسلامي والدفاع عنه بكل هذه الضراوة من ضرب الاعناق للمعارضين مرورا بقطع الايادي للسارقين وصولا الى منع النساء لقيادة السيارات. والحق يقال فأن السعودية لا تخاف من داعش لان اعضاء داعش تتخرج من جوامع ومساجد السعودية بأمر سلطاني وان شيوخ الاسلام هم ناطقين بأسم المملكة يملكون الكارت الاحمر تارة يحملونها ضد داعش واخرى ضد الاخوان المسلمين ومرة ضد القاعدة، وهم يحللون ويحرمون صحيح الاسلام او الجهل بالاسلام. الا ان الطبقة الحاكمة في السعودية تخاف اليوم من الغضب الانساني في العالم اتجاه ما تقترفها داعش من جرائم وهم في الحقيقة ملة غير ضالة عن الاسلام كما يدعي المفتي، وهذا سر رعب الملك الذي لا يفقه الحمقى من الشيوخ في السعودية من ان تداعيات اعمال داعش ستؤدي الى هز عرشهم وستحولهم الى (فاتيكان) اسلامي جديد لا حول له ولا قوة الى اهداء النصائح الروحية والتحدث عن السلام والمحبة.
لذلك ان اعتبار داعش والقاعدة خارج الاسلام واعمالهم اجرامية، فلا يعود الى صحوة ضمير عند حراس المملكة والى خوف المملكة السعودية من داعش مثلما ذكرنا، كما وان تحشيد القوات العسكرية على الحدود مع العراق خوفا من داعش هو ديماغوجية خادعة لاعلان براءة السعودية من جرائم داعش.
ان المملكة تخاف من تبعات اعمال داعش الذي بدء العالم وخاصة ما صنف بالاسلامي يطرح عشرات الاسئلة حول الفقه والفكر والفلسفة الاسلامية والتأريخ الاسلامي. فاطلاق التهم جزافا على داعش والقاعدة والسعي لفصلهم عن الفكر الاسلامي والتاريخ الاسلامي ونشر دعايات مدفوعة الثمن في الفضائيات العربية "انا مسلم انا ضد الارهاب" والارهاب لا ينتمي الى اي دين، او انا شاب او طفل او امرأة ..اننا مسلمين ضد الارهاب..الخ هي دعايات فارغة وخداع بات لا ينطلي على احد. اي بعبارة اخرى ان ملك السعودية يستمد شرعيته الدينية من وجود "الكعبة" فيها والتي تدر المليارات من الدولارات سنويا فهو ممثل الله على الارض وخادم الحرمين الشريفين، كما انه يستمد شرعيته السياسية بتربعه على اموال ابار النفط. لذا فالغرب الحكومي بمؤسساته الاقتصادية والاعلامية والدبلوماسية لا يتجرء ان يخدش خلوة الملك وشيوخ الاسلام في المملكة وتمتعهم بما طاب من ملذات، الذي يترجم على الصعيد الواقع التغاضي عن قمع الحريات ونشر الافكار العنصرية والانتهاكات الفضيعة في ميدان حقوق الانسان...الخ. وهكذ ان جرائم داعش في العراق هو ناقوس انذار حيث باتت تهتك المحرمات والتابوهات الفكرية، وتدفع العقل بأعادة التفكير حول الاسلام وحول المنابع الفكرية لداعش والقاعدة وتكشف بالتالي الوجه الحقيقي للمملكة السعودية.

*****
في كتابه حامد نصر زيد "نقد الخطاب الديني" يشير بصواب ليس هناك فرق بين الاسلامي المتطرف والمعتدل الا بالدرجة. اي ان المحتوى الفكري والسياسي والاجتماعي واحد بالنسبة للاسلام المعتدل والاسلام المتطرف. الا ان اضفاء مقولة المعتدل والمتطرف الى الادبيات السياسية جاء من الغرب الحكومي لتوفير الحماية السياسية والدبلوماسية بالدرجة الاولى للمملكة العربية السعودية التي كانت قلعة ودرع حصين ضد الافكار التحررية والانسانية واليسارية والشيوعية. تلك المملكة هي التي وراء ارسال المجاهدين بالالاف بأسعار رمزية عبر الخطوط الجوية السعودية الى باكستان بحجة التطوع في المنظمات الانسانية ومنظمات الاغاثة وبالتنسيق مع المخابرات الباكستانية والسفير الامريكي في القاهرة، ومن ثم الالتحاق بالجماعات التي تحارب الجيوش السوفيتية "الشيوعية" الكافرة في افغانستان. ان التمويل المادي والمعنوي بالميارات من الدولارات الى الجماعات الاسلامية المختلفة وفرقها التبشيرية كانت وما زالت تأتي من امراء المملكة. والكل يتذكر كيف ان المملكة هي اول من احتضنت تنظيمات الاخوان المسلمين بعد ملاحقتهم من قبل النظام الناصري. اما تجريم الاخوان اليوم من قبل السعودية ليس له علاقة بموقفها من الدين الاسلامي ومن جرائم الاخوان في مصر والعراق وتونس والجزائر....الخ بل مرتبطة بصراع النفوذ بين المملكة وقطر التي اصبحت هي عرابة الاخوان المسلمين في العالم العربي. والنقطة الاخرى المتعلقة بمقولة "الاسلام المعتدل" هي مصدرها ايضا الغرب الحكومي للتفريق بين الجماعات الاسلامية الموالية له وبين الجماعات المعادية لمصالحها. اي ان اسلام الجمهورية الاسلامية هو اسلام متطرف كما ان اسلام بن لادن هو اسلام متطرف وبغض النظر عن المحتوى الفكري والفلسفي للاسلام. ولذلك لم يدخر الغرب الحكومي جهدا في محاربة الجمهورية الاسلامية في ايران.
وفي الاشارة الى تشبيه القاعدة وداعش بالخوارج من قبل المفتي العام، فهم جماعة رفعت وجهة نظر اخرى عن الاسلام كراية فكرية وفلسفية في حربها على السلطة ضد الاطراف التي رأت نفسها هي الاحق بالسلطة لحماية الاسلام. ومثلما نعرف ان التاريخ يكتبه المنتصرون الذين هم اعظم المزورين، فلو كتب الظفر للخوارج لاصبح لهم وقعهم بدل بن التيمية والغزالي ومحمد عبد الوهاب الذي يستند عليهم جزء كبير من فكر وفلسفة ودولة الخلافة التي ارستها داعش من الرقة وحتى مدينة الموصل، ولاصبح مفتي السعودي يقتدي بهم بدل من التهجم عليهم.
ان اطراف "الاسلام المعتدل" يستند في هجومه على جماعات "الاسلام المتطرف" على الايات القرآنية "المكية" عندما كان محمد في المكة ويبلغ برسالته وليس لديه اتباع اكثر من عدد اصابع اليد واعدائه يتربصون به في كل مكان وافكاره لم تنفذ بعد الى المجتمع. بينما تسند القاعدة وداعش ومليشيات الاخوان المسلمين وجبهة الانقاذ الجزائرية..الخ على الايات القرآنية "المدنية" التي تحول محمد الى قطب سياسي واجتماعي في المدنية وذو نفوذ وقوة مسلحة واتباع كثر. لذلك ان كلا الفريقين "الاسلام المعتدل" و"الاسلام المتطرف" ينفذون القوانيين الاسلامية حسب توازن القوى. ومن هنا يأتي دور شيوخ الاسلام الذي يتقنون الاداء في وظيفتهم، الذين مرة يتحفوننا على سبيل المثال في تفسيرهم حول "الجهاد" يعني النضال ضد الصهيونية والدفاع عن الارض وعن العرض ومرة اخرى يفسرونه بأنه نضال ضد الصليبيين واليهود والغرب الكافر.
الحقيقة التي يراد حجبها عن المجتمع هي ان مصدر التطرف ومصدر داعش والقاعدة ومصدر تكفير الاخر والتمييز الديني ضد الديانات الاخرى هو قلعة "الاسلام المعتدل" بالدرجة الاولى. فعلاوة على الامثلة التي سوقناها نضيف مثل اخر عن كتاب "الافتاء" الصادر عن جامع الازهر لطلبة الصف السادس الثانوي في مصر، احد مصادر وقلاع الاسلام المعتدل واقصد الازهر، الاسلام المتسامح، كما يصفه الغرب الحكومي الذي يقول في احد سطوره "يجوز اكل اللحم الادمي للمرتد وتارك الصلاة دون طبخه او شويه". هذا هو الاسلام المعتدل الذي يمتدحه الغرب الحكومي. اذن ان مقاتلي داعش والقاعدة لم يتشربوا على الفقه والفكر الاسلامي من المريخ او كوكب بعيد عن كوكبنا ثم غزونا كما في افلام الخيال العلمي لهوليود. اوكما تحدثنا الاخبار والتقارير الاستخباراتية بأن تنظيم داعش يحوي على 5000 مقاتل من السعودية، اما البقية الباقية اذا لم تكن خريجي المدراس الدينية في السعودية فسيكون من خريجي الازهر او يستقون علومهم وتعبئتهم الفكرية والسياسية من مصادرها الادبية والتاريخية.
*****
الغرب الحكومي يواجه اليوم مشكلة اخلاقية واجتماعية وسياسية اتجاه الداعمين للاسلام سواء كان معتدل او متطرف. انه وراء التراجع الفكري للبشرعلى جميع الاصعدة من اجل التفريق بينهم عن طريق العيش في غيتوات وكانتونات ومعزولين بعضهم عن الاخر وتقوية الروح الفردية في صفوف المجتمع التي تهيئ الارضية لنمو اكثر الافكار الرجعية وانتشارها. ان الغرب الحكومي الذي يصوت اليوم في مجلس الامن على قرار لمحاربة داعش ومحاربة كل من يقف وراء تمويلها هو الذي يقف وراء دعم شيوخ الخليج الممولين للارهاب ولاكثر الافكار رجعية في المجتمع.
ان تفجيرات 11 ايلول لم تقوي الا اليمين المسيحي واليهودي ولم تدفع الغرب الحكومي لمراجعة سياساته اتجاه السعودية وشيوخ الخليج ولم يغير من نهجه اتجاه الجاليات التي يصفها "بالمسلمة" تحت مسميات "الثقافات النسبية"، بالرغم ان الاغلبية المطلقة من الضحايا هم من الغربيين الى جانب انها هزت الهيبة الاقتصادية والسياسية والامنية للولايات المتحدة الامريكية قائدة الغرب. بالعكس تماما فأن ادارة اوباما سعت بكل طاقاتها في دعم وصول الاسلام السياسي المعتدل كما تصفها الى دفة الحكم بعد ما سمي بال"ربيع العربي". وكانت تخطط للدعم السياسي والدبلوماسي للاخوان المسلمين للسيطرة على السلطة في مصر وتونس وليبيا وصولا الى مالي في شمال افريقيا وبالتنسيق مع دولة قطر التي تحوي قاعدة امريكية كبيرة. لقد دعمت ادارة اوباما ماديا حملة محمد مرسي للرئاسة واشتطاتت غضبا من الاطاحة به من قبل الجيش المصري.
الا ان جرائم داعش فاقت بعشرات المرات تفجيرات نيويورك وواشنطن وضربت صميم مراكز الاسلام المعتدل والمتطرف وباتت تهدد الاقتصاد الراسمالي العالمي. وفي الجانب الاخر ان جماهير تلك المراكز باتت هي التي ترفض هذه الجرائم بعد ان لاحها نار الهمجية التي لن تقبل من الغرب الحكومي ان يستمر بسياساته بالدعم الدبلوماسي والسياسي والامني لمراكز تخرج منظري واساتذة ومقاتلي داعش والقاعدة وجبهة النصرة .... اي ان الغرب بمؤسساته السياسية والاعلامية والاقتصادية لن تتمكن في مواصلة تقديم دعمه لما يسمى با "الاسلام المعتدل" وقلاعه او الاستمرار بالتبجح الديماغوجي حول الفصل بين "الاسلام المعتدل" والاسلام المتطرف لانقاذ شيوخ الخليج من النقد والادانة، عرابي الفكر الاسلامي في العالم وخصوصا في المنطقة.
ان جرائم داعش ، ستدفع الكثير لاعادة التفكير في الفكر الاسلامي مثلما دفعت الحروب الصليبية وبعدها استمرار جرائم الكنيسة لاعادة التفكير في الفكر المسيحي برمته في اوربا الذي اختتم في توجيه النقد المادي له وردم جميع اركانه الفلسفية والسياسية وصولا الى نقد اللاهوت برمته. فاذا كانت العلمانية وفصل الدين عن الدولة وتحويل الدين الى شأن شخصي هبت رياحه من الغرب "المسيحي" فأن الثورة الفكرية والسياسية ضد الفكر الاسلامي بجميع درجاته وضد الدين بصرحه وبنيانه ستشتعل فتيلها من الشرق "الاسلامي".



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زعامات ذكورية ولا تاريخية
- بكاء فيان دخيل في مكانه المناسب
- اللاقانوني في القانون الجعفري
- كلكم افاقين!
- وادي الذئاب والنزعة القومية الاردوغانية
- عندما يتحول البابا الى منظر فاشل
- مؤتمر القاعدة وليس قمة مؤتمر النقمة وليس نعمة
- جمهورية الخوف الثالثة
- نضال المرأة والحركة الثورية ومستجدات الاوضاع في العالم العرب ...
- الربيع العربي ودولة علمانية وغير قومية
- انها الطائفية يا احمق
- محاولة لاعادة مشهد حزب الله وحسن نصر الله في العراق
- اليسار والعملية السياسية
- الحركة الاحتجاجية في العراق والمخاطر المحدقة بها
- ماذا بقي للصدريين، بعد تأجير كل متظاهر ب40 دولار؟
- قواعد اللعبة السياسية تغيرت في العراق
- شرق اوسطي جديد.. ليس بمفهوم الولايات المتحدة الامريكية ولا ب ...
- تشكيل الحكومة بين أزمة الإسلام السياسي الشيعي وأزمة العملية ...
- نبأ اعلان رحيل منى علي (ليلي محمد) عن الحياة
- الانتخابات وماذا بعدها؟


المزيد.....




- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتطرف-